-A +A
عبدالعزيز محمد النهاري
«موسى نور حسين» .. ليس واحدا من رؤساء وفود الحج، ولا أحد الشخصيات البارزة في أي دولة إسلامية من الذين أدوا فريضة الحج، ولا حتى أحد الضيوف الذين تم استضافتهم هذا العام، «موسى» هذا، لم نقرأ له تصريحا في صحفنا المحلية، ولم يظهر على شاشة تلفزيوننا المحلي بقنواته المتعددة لينقل انطباعه ومشاهداته لجهود بلادنا حكومة وشعبا لخدمة وراحة وأمن ضيوف الرحمن .. وهي الانطباعات العديدة التي نقلها إعلامنا على لسان كبار شخصيات الحجاج الذين التقى بهم، والذين أتمنى أن ينقلوا مشاهداتهم ومعايشتهم في وسائل إعلامهم، فنحن نعرف ما نقوم به، ولسنا بحاجة إلى شهادة تقدير تنشرها وسائل إعلامنا المحلي، يكفينا شرف الخدمة، ونجاح الأداء، والتفاني فيه، يكفينا الصور التي نقلتها شاشات التلفزيون، وكاميرات الصحف، ورسائل الجوالات . وهو تقريبا ماحكاه لي «موسى» عامل نظافة مسجد الحي الذي أسكن فيه، هنأته بأداء الفريضة، وسألته كيف كان حجك؟ فرد علي وهو سعيد بما عايشه ورآه ولمسه شخصيا، تحدث بحماس عن كل شيء وجده في حجه، تحدث بكل صدق، وهو يعلم أنني أحد سكان الحي المتقاعدين، وأنني لا أملك له إلا الدعاء بالقبول ولا غير الدعاء بعد أن حمدت الله على ما وصلت إليه خدمة الحاج في بلادنا، فهذا الرجل الأثيوبي المستور الحال، والساكن في أحد مرافق المسجد، وجد الخدمة والرعاية من كل الجهات، وهم لا يعرفون أكثر من أنه حاج، لبس إحرامه وخرج إلى الأماكن المقدسة مؤديا لنسكه، ثم تحلل من إحرامه وأكمل حجه وعاد إلى بيته وأهله، وهو في سلامة وصحة لا يرجو إلا القبول من الله .. قال «موسى» بلغته العربية الممزوجة بلكنة حبشية، إن أكثر ما لفت نظره، التنظيم المتقن من رجال الأمن الذين كانوا متواجدين في كل مكان يؤدون عملهم ويزيدون عليه مساعدتهم لكل محتاج، سواء كان طفلا أو عجوزا أو مريضا أو حتى شابا متعبا «والله كانوا يرشون علينا الموية في الحر»، كانوا أقرب للأصدقاء منهم إلى رجال أمن، مسؤوليتهم ضبط النظام، وعرج «موسى» للحديث عن كثير من المتطوعين من غير رجال الأمن، كانوا يرشدون الحجاج، ويقدمون لهم الطعام والماء في كل مكان يتواجدون فيه، بل ويحملونهم ويساعدون في دفع عربات المقعدين ليساعدوا أهلهم، انطباعات عديدة قالها «موسى» وكان أبرز ما قاله في ختام حديثه: «كل شيء كان منظم وتمام، لكن بعض الحجاج الله يهديهم مش منظمين، وما يسمعوا الكلام ويسببون الفوضى»..